الخالدون مائة أعظمهم "محمد" صلى الله عليه وسلم


الخالدون مئة 
أعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم

 
بقلم مايكل هارت  
ترجمة أنيس منصور
  
 
في 600 صفحة ، صدر كتاب بعنوان المائة
 وهو تقديم لأعظم الناس أثرا في التاريخ !
 
  
المؤلف ، مايكل هارت ، هو عالم فلكي رياضي
 يعمل في هيئة الفضاء الاميركية
 اما متعته الاولى فهي التاريخ !
  
 
وقد لاحظ أن من بين عشرات الالاف من ملايين الناس
 لم تذكر دوائر المعارف سوى 20 الف شخص
 كان لهم أثر في بلادهم والبلاد الاخرى
 وفي التاريخ الانساني
   
وبعد أن اصدر هذا الكتاب
 تلقى اقتراحات من العلماء والادباء ورجال الدين
 بإضافة أسماء اخرى ، ولكنه رفض !
 

أقام المؤلف إعتباره لشخصياته الخالدة على اسس
  من بينها أن تكون الشخصية حقيقية.

فهناك شخصيات شهيرة وبعيدة الاثر
 ولا احد يعرف إن كانت عاشت ام لا
 مثل الحكيم الصيني لاوتسو
  والشاعر الاغريقي هوميروس
  والشاعر الاغريقي إيسوب صاحب الامثال والحكم !
هو أيضا لا يُعرف إن كان عاش حقا !
لذلك استبعد كل هذه الاسماء !
 
واستبعد ايضا كثير من المجهولين مثل
 اول من اخترع النار
 واول من اخترع العجلات
 واول من اخترع الكتابة
 فقد يكون شخصا عبقريا ، ولكننا لا نعرفه
 ولا نعرف أيضا إن كان واحدا ام اكثر !

كما أنه أقام أساس الاختيار
على أن يكون الشخص عميق الاثر
 سواء أكان هذا الاثر طيبا أم خبيثا
 ولذلك إختار هتلر لكونه عبقرية شريرة !
 
 
ولا بد ، أيضا ، أن يكون للشخص أثر عالمي
لذلك استبعد كل الزعامات السياسية والدينية
 والمواهب العلمية التي لها أثر محلي فقط
 
 
واستبعد المؤلف كل الاشخاص الاحياء
 ايا كانت آثارهم بالغة :
فإن احدا لا يعرف بعد كم ستعيش آثارهم
على بلادهم وعلى الانسانية
 فالمستقبل غيب !
 
المهم أن تكون للشخصية أثر شخصي عميق
متجدد على شعبها ، وعلى تاريخ الانسانية
 
لذا فقد اختار محمدا صلى الله عليه وسلم
 اول هذه القائمة وعنده لذلك اسباب مقنعة
  
وليس هذا الكتاب الا واحدا من عشرات الكتب
 التي صدرت أخيرا في العالم الغربي المسيحي
عن عظمة الاسلام والمسلمين !
  
صحيح أن المؤلف لم يقلب كثيرا في التاريخ الاسلامي
او الفكر العربي وإلا لوجد عطاء من كل فروع المعرفة !
ففضل العرب والمسلمين على الحضارة الغربية
معروف له ولغيره من العلماء
 ومن المؤكد أن الرجل مخلص وصادق في حكمه
على الكثير من عظماء التاريخ
 
 
 
محمد رسول الله 

570 م – 632 م
 
 
لقد اخترت محمدا ، في اول هذه القائمة !
ولا بد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار ؟
ومعهم حق في ذلك.
 ولكن محمدا 
، هو الانسان الوحيد في التاريخ
 الذي نجح نجاحا مطلقا
على المستوى الديني والدنيوي
  
وهو قد دعا الى الاسلام ونشره
 كواحد من اعظم الديانات
 وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا
 وبعد 13 قرنا من وفاته
  فإن اثر محمد ، صلى الله عليه وسلم
 لا يزال متجددا وقويا
 
   
وأكثر هؤلاء الذين اخترتهم
قد ولدوا ونشأؤا في مراكز حضارية
 ومن شعوب متحضرة سياسيا وفكريا
  إلا محمدا صلى الله عليه وسلم
 فهو قد ولد عام 570 م
 في مدينة مكة جنوب شبه الجزيرة العربية
 في منطقة متخلفة من العالم القديم
 بعيدة عن مراكز التجارة والحضارة والثقافة والفن !
 
   
وقد مات ابوه وهو لم يخرج بعد الى الوجود
 وماتت امه وهو في السادسة من عمره
 وكانت نشأته في ظروف متواضعة
 وكان لا يقرأ ولا يكتب !
 
  
ولم يتحسّن وضعه المادي
 إلا في الخامسة والعشرين من عمره
عندما تزوج أرملة غنية !
وعندما قارب الاربعين
 كانت هناك ادلة كثيرة
على انه ذو شخصية فذة بين الناس
 
 
وكان أكثر العرب في ذلك الوقت وثنيين
 يعبدون الاصنام
 وكان يسكن مكة عدد قليل من اليهود والنصارى
 وكان محمدا صلى الله عليه وسلم
 على علم بهاتين الديانتين
 
  
وفي الاربعين من عمره
 إمتلأ قلبه أيمانا بأن الله واحد احد
  وأن وحيا ينزل عليه من السماء
وأن الله قد اصطفاه
ليحمل رسالة سامية الى الناس
 
 
وقد امضى محمدا  صلى الله عليه وسلم
 ثلاث سنوات يدعو الناس الى الدين الجديد
بين اهله وعدد قليل من الناس

 وفي عام 613 ميلادي
 أذن الله تعالى ، لمحمد  صلى الله عليه وسلم
 أن يجاهر بالدعوة ، فتحول قليلون الى الاسلام
 
 
وفي سنة 622 ميلادية
هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم
 الى المدينة المنورة
وهي تقع على مدى 500 كم من مكة المكرمة
 وهناك اكتسب الاسلام مزيدا من القوة
 وكانت الهجرة الى المدينة
نقطة تحول في حياة الرسول
كان
، وإذا كان الذين اتبعوه في مكة قليلين
  فإن الذين ناصروه في المدينة كثيرون
 
  
وبسرعة ، إكتسب الرسول  والاسلام قوة ومنعة
وأصبح محمدا
 أقوى واعمق اثرا في قلوب الناس
 وفي السنوات التالية تزايد عدد المهاجرين والانصار
 واشتركوا في معارك كثيرة بين اهل مكة من الكفار
  وأهل المدينة من المهاجرين والانصار
 وانتهت كل هذه المعارك سنة 630 م
بدخول الرسول
 منتصرا الى مكة
 
 
وقبل وفاته بسنتين ونصف السنة
 شهد محمدا
 الناس يدخلون في دين الله افواجا
ولما توفي
كان الاسلام قد انتشر
في جنوب شبه الجزيرة العربية

وكان البدو من سكان شبه الجزيرة
 مشهورين بشراستهم في القتال
 وكانوا ممزقين ايضا ، رغم أنهم قليلو العدد
 ولم تكن لهم قوة او سطوة العرب في الشمال
الذين عاشوا في الارض المزروعة

ولكن الرسول
إستطاع لاول مرة في التاريخ
 أن يوحّد بينهم وأن يملأهم بالايمان
 وأن يهديهم جميعا بالدعوة الى إله واحد
 لذلك إستطاعت جيوش المسملمين الصغيرة المؤمنة
 أن تقوم باعظم غزوات عرفتها البشرية
 فاتسعت الارض تحت اقدام المسلمين
 من شمال شبه الجزيرة العربية
 فشملت الامبراطورية الفارسية
  وفي الشمال الغربي اكتسحت
بيزنطية والامبراطورية الرومانية
 
   
وكان العرب أقل بكثير جدا
من كل هذه الدول التي غزوها
 وانتصروا عليها

 وفي سنة 642 إنتزع العرب مصر
من الامبراطورية البيزنطية
كما أن العرب سحقوا القوات الفارسية
 في موقعة القادسية سنة 637
 وفي موقعة نينوى سنة 642
 
 
وهذه الانتصارات الساحقة في عهد الخليفتين
 ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب
 رضي الله عنهما 
لم تكن نهاية الزحف العربي
 والمد الاسلامي في العالم
 
   
ففي سنة 711 م
اكتسحت القوات الاسلامية شمال افريقيا
حتى المحيط الاطلسي
 ثم اتجهت بعد ذلك الى مضيق جبل طارق
 وعبروا الى أسبانيا !
وساد اوروبا كلها شعور في ذلك الوقت
بأن القوات الاسلامية تستطيع
أن تستولي على العالم المسيحي كله
  ولكن ، في عام 732 م
 في موقعة تور في فرنسا
 إنهزمت الجيوش الاسلامية
التى كانت تقدمت الى قلب فرنسا
 
   
ورغم ذلك ، فقد إستطاع هؤلاء البدو
 المؤمنون بالله وكتابه ورسوله
 أن يقيموا امبراطورية واسعة
ممتدة من حدود الهند حتى المحيط الاطلسي
 وهي اعظم امبراطورية أقيمت في التاريخ حتى اليوم
  وفي كل مرة كانت تكتسح هذه القوات بلدا
كانت تنشر الاسلام بين الناس
 
   
ولم يستقر العرب على هذه البلاد التي غزوها
 إذ سرعان ما انفصلت عنها بلاد فارس
 وإن كانت قد ظلت على إسلامها

وبعد سبعة قرون من الحكم العربي لإسبانيا
والمعارك المستمرة
 تقدمت نحوها الجيوش المسيحية فاستولت عليها
 وانهزم المسلمون
 
 
أما مصر والعراق 
مهدا اقدم الحضارات الانسانية 
فقد انفصلتا ، ولكن بقيتا على دين الاسلام
وكذلك شمال افريقيا
 
   
وظلت الديانة الجديدة تتسع على مدى القرون التالية
 فهناك الملايين في وسط افريقيا وباكستان واندونيسيا
  بل إن الاسلام قد وحّد بين اندونيسيا
المتفرقة الجزر والديانات واللهجات

وفي شبه القارة الهندية إنتشر الاسلام
وظل على خلاف مع بقية الديانات الاخرى
 
   
والاسلام ، مثل كل الديانات الاخرى
 كان له اثر عميق في حياة المؤمنين به
ولذلك فإن مؤسسو الديانات الكبرى ودعاتها
موجودون في قائمة المائة الخالدين
   
 
ومما بدا شيئا غريبا حقا أن يكون الرسول
في رأس هذه القائمة !
رغم أن عدد المسيحيين هو ضعف عدد المسلمين
 وربما بدا غريبا أن الرسول 

هو رقم 1 في هذه القائمة
بينما عيسى عليه السلام هو رقم 3
 وموسى عليه السلام هو رقم 16
 
   
ولكن لذلك اسباب :
من بينها أن الرسول
كان دوره
 أخطر واعظم في نشر الاسلام
وإرساء قواعد شريعته
 أكثر مما كان لعيسى عليه السلام
في الديانة المسيحية
 وبالرغم من أن عيسى عليه السلام
هو المسؤول عن مبادئ الاخلاق في المسيحية
  غير أن القديس بولس
هو الذي ارسى الشريعة المسيحية
  وهو أيضا المسؤول عن كتابة الكثير مما جاء
في كتب العهد الجديد !
 
   
أما الرسول فهو المسئول الاول والاوحد
عن إرساء قواعد الاسلام ، وأصول الشريعة
 والسلوك الاجتماعي والاخلاقي
 وأصول المعاملات بين الناس
في حياتهم الدينية والدنيوية

 كما أن القرآن الكريم قد نزل عليه وحده
 وفي القرآن الكريم وجد المسلمون
كل ما يحتاجون إليه في دنياهم وآخرتهم
 
 
والقرآن الكريم نزل على الرسول كاملا
 وسُجلت آياته وهو لا يزال حيا
 وكان تسجيلا في منتهى الدقة
 فلم يتغير منه حرف واحد

وليس في المسيحية شئ مماثل
 فلا يوجد كتاب واحد محكم دقيق
 لتعاليم المسيحية يشبه القرآن الكريم

وكان أثر القرآن الكريم على الناس عميق
 لذلك كان اثر محمد على
الاسلام أكثر واعمق
من الاثر الذي تركه عيسى عليه السلام
على الديانة المسيحية
 
  
وكان الرسول بخلاف عيسى عليه السلام
 رجلا دنيويا ، فكان زوجا وأبا
 يعمل في التجارة ويرعى الغنم
 وكان يحارب ويصاب في الحروب
 ويمرض ثم مات
 
   
ولما كان الرسول قوة جبارة
 فيمكن أن يقال ايضا إنه
أعظم زعيم سياسي عرفه التاريخ

 وإذا استعرضنا التاريخ
 فِإننا نجد أحداثا كثيرة من الممكن أن تقع
دون أبطالها المعروفين
 
مثلا ، كان من الممكن أن تستقل
مستعمرات اميركا الجنوبية عن إسبانيا
دون زعيمها سيمون بوليفار ، هذا ممكن جدا !
 
   
ولكن ، من المستحيل أن يقال ذلك عن البدو
وعن العرب عموما
وعن امبراطوريتهم الواسعة
دون أن يكون هناك محمدا
 فلم يعرف العالم كله رجلا بهذه العظمة قبل ذلك
 وما كان من الممكن أن تتحقق كل هذه
 الانتصارات الباهرة
بغير زعامته وهدايته وإيمان الجميع به !
 
  
ربما ارتضى بعض المؤرخين امثلة اخرى
 من الغزوات الساحقة
 كالتي قام بها المغول في القرن الثالث عشر
  والفضل في ذلك يرجع الى جنكيزخان
 إلا ان غزواته لم تدم طويلا 
ولذلك كان اثرها اقل خطرا وعمقا
وليست كذلك غزوات المسلمين !
 
 
فالعرب يمتدون من العراق الى المغرب
 ولا يوحّد بينها الاسلام فقط
 بل اللغة والتاريخ والحضارة
 ومن المؤكد ان إيمان العرب بالقرآن الكريم
 هذا الايمان العميق هو الذي حفظ لهم
لغتهم العربية وانقذها من عشرات اللهجات الغامضة
 صحيح أن هناك خلافات بين الدول العربية
  وهذا طبيعي ، ولكن الخلافات
يجب أن لا تنسنا الوحدة المتينة بينها
 
 
مثلا : لم تشترك أيران المسلمة
 ولا إندونيسيا المسلمة
 في فرض حظر البترول على العالم الغربي
عام 1973-1974 
بينما الدول العربية البترولية
شاركت جميعا في هذا الحظر
 
  
وهذا الموقف العربي الموحّد
 يؤكد لنا أن الغزوات العربية
التي سادت القرن السابع عشر
 لا يزال دورها عميقا واثرها بليغا
في تاريخ الانسانية حتى يومنا هذا
 

 
فهذا الامتزاج بين الدين والدنيا
هو الذي جعلني اؤمن بأن محمدا 

هو اعظم الشخصيات اثرا
في تاريخ الانسانية كلها !!!

هناك تعليق واحد:

  1. اللهم صل وسلم على خير البشر ❤❤
    يااااررب اجمعني به في فردوسك الاعلى

    ردحذف